نقدم لكم فضل ليلة النصف من شعبان، التي تحتفي بها الأمة الإسلامية في هذا اليوم المبارك من أيام شهر شعبان المعظم، ورغم الاختلاف حولها إلا أن الكثير من العلماء أجمعوا على فضل ليلة النصف من شعبان وبركتها، فعلى المسلم اغتنام هذه الليلة بالأعمال المستحبة، وفيما يلي نوضح لكم أسرار ليلة النصف من شعبان، وأدعية ليلة 15 من شعبان.

ليلة النصف من شعبان فضلها

ووفقاً لعلماء ومشائخ تعد ليلة النص من شعبان ليلة مباركة يتجلى الله عزّ وجل على عباده ويطلع عليهم ليغفر لهم جميعاً، عدا المشاحن وقاطع الرحم، وهي أحد الليالي المفترجة التي يتجلى بها الله عز وجل على عباده مثل ليلة القدر، ويوم عرفة.

وذلك لما روي عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: «هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ».

بالإضافة عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال: «إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».

دعاء ليلة النصف من شعبان

وكانت دار الافتاء المصرية قد أوضحت الدعاء المستحب قوله في ليلة النصف من شعبان وهو:

«اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

اللَّهُمَّ يَا سَمِيعَ الدَّعَوَاتِ ، يَا مُقِيلَ العَثَرَاتِ ، يَاقَاضِيَ الحَاجَاتِ ، يَا كَاشِفَ الكَرُبَاتِ ، يَا رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ ، وَيَا غَافِرَ الزَّلاَّتِ ، اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، الأحْيَاءِ مِنْهُم وَالأمْوَاتِ ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ.

اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا خائفًا مستجيرًا، مستغفرًا راغبًا إليك أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك، فإنك أن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدًا فاجعله لي عندك عهدًا، فاجعله لي عندك عهدًا توفني وتؤدنيه إلي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.

اللهم يا مَن ملكت كُلَّ شيء، ويا من كتبت لنا أمورنا إنّ تيسيرها من عندك، اجعل لي من كل أمرٍ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ويسِّر لي أمري من حيث لا أحتسب.

اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.

قدمنا لكم فضل ليلة البراءة وهي أحد أسامي ليلة النصف من شعبان التي تعد أحد الليالي الاستثنائية والمباركة وبعض الأدعية المستجابة في هذه الليلة.