هل يجوز القصاص بالحرق

بواسطة:
مارس 6, 2023 8:45 ص

هل يجوز القصاص بالحرق العقوبة من العقوبات التي أدخلها الإسلام لردع أي اعتداء على النفس البشرية ، وجعل الإسلام هذه العقوبة ركنًا وشروطًا وأركانًا ، لذلك اهتم موقعنا بالحديث عما إذا كان يجوز العقاب بالحرق ، في تعريف العقوبة ، وحكم الحرق بالنار ، وأدلة من قال مكروهة ، وعن أدلة من قال بجواز الحرق.

تعريف القصاص

قبل الإجابة على سؤال هل يجوز الانتقام بالحرق ، لا بد من معرفة معنى القصاص ، عن القصاص في اللغة: اقتفاء الأثر ، فيقال: قطع الأثر ، واقتفاء أثره ، وأحد معانيه: وقيل: قطعوا السلطان فلان ، وقطعوه بالوقود ، وقطعوه عن فلان: جرحه كجرحه ، وسأله: طلب منه قطعه. قال الفيومي: ثم غلب القصاص في قتل القاتل ، وجرح العذارى وقطع القاطع ، وفي لفظ: القصاص على الجاني كما فعل ، فيعني الاصطلاح: القصاص لا يخرج عن المعنى اللغوي.

 ما هو حد النفي في الإسلام وكيف يتم تنفيذه

هل يجوز القصاص بالحرق

اتفق جمهور أهل العلم على جواز القصاص بالحرقأجازوا حرق النار عمدًا كعقاب ، والعقاب بنفس الطريقة ؛ ومن أحرق غيره فيجوز أن يعاقب هذا القول بالحرق عقابًا ، وقد تبررها قول تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَويقول تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَولهذا يرى جمهور الفقهاء في جواز الحرق بالنار في وجه القصاص ، قال ابن الملقين رحمه الله تعالى: “وقال قبيلة: من أحرق حروق ، ومالك وأهل المدينة المنورة ، وقال عنه الشافعي وأصحابه أحمد وإسحاق “.

ما حد الحرابة في الإسلام بمذاهبها الأربعة

حكم التحريق بالنار

وبعد الإجابة على سؤال هل يجوز القصاص بالحرق ، نتعرف على حكم الحرق بالنار عامة ، حيث اختلف السلف في حكم الحرق بالنار؟ لقد اعتقد عمر وابن عباس وآخرون ذلك تمامًا. سواء كان ذلك بسبب الكفر أو للمقاتل أو كان القصاص ، وأجازه علي وخالد بن الوليد وغيرهما:

أدلة القائلين بكراهية التحريق

من قال إن الحرق مكروه بالدليل الآتي:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “بَعَثَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَعْثٍ فَقالَ: إنْ وجَدْتُمْ فُلَانًا وفُلَانًا فأحْرِقُوهُما بالنَّارِ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ أرَدْنَا الخُرُوجَ: إنِّي أمَرْتُكُمْ أنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وفُلَانًا، وإنَّ النَّارَ لا وحده الله يعاقبهم اذا وجدتهم فقتلهم “.
  • عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة ، وانطلق لسد حاجاته ، ورأينا امرأة ذات شعر أحمر مع دجاجة فأخذناها وجاءت المرأة ذات الشعر الأحمر وصنعت فراش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من آذى هذا الطفل؟ رُدُّوا وابنها لها. ورأى قرية أحرقناها ، فقال: من أحرقها؟ قلنا: نحن قال: لا يعذب بالنار إلا رب النار.
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما: “مقبولة عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عنْه ، حَرَّقَ قَوْمًا ، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقال: لو كُنْتُ أنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لأنََّّ النبي صَفََ عليه وسلََّمَ:. بَدَّلَ دِينَهُ فَقْتُلُوهُ ”.

أدلة القائلين بجواز التحريق

من قال بجواز الحرق العمد بالدليل الآتي:

  • أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ساوى عيون الناس بالحديد المغطى.
  • أن خالد بن الوليد أحرق الناس من أهل الردة بالنار ومعظم علماء المدينة يقرون حرق الحصون والمراكب على أهلها ، كما قال الثوري والأوزعي.
  • عن أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما: أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وأمرهم بتعليم الناس القرآن فقال: “جاء معاذ إلى أبي موسى لزيارته ، فلما رأى رجلاً برباط من حديد قال: يا أخي بعثنا لمعاقبة الناس ، لقد أرسلنا فقط لتعليمهم دينهم و تأمرهم بما ينفعهم .. أسلمت ثم كفر فقال لمن أرسل محمدا بالحق لن أغادر حتى أحرقه بالنار .. فقال أبو موسى: عندنا بقية. قال: والله إني ما أغادر.

وهكذا وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تحدثنا عنه هل يجوز القصاص بالحرقوعن تعريف القصاص ، وحكم الحرق العمد ، وأدلة من قال إن الحرق مكروه ، ودليل من قال بجواز الحرق.