تعريف التوحيد وأقسامه وأنواعه وأهميته

بواسطة:
مارس 7, 2023 6:17 ص

تعريف التوحيد الذي يقوم على عقيدة العبد المطلق بدون إله إلا الله ، والذي يدخل الجنة العلوية ، فلا يستطيع العبد المسلم أن يؤمن إلا بوحدانية الله تعالى – لهذا السبب سنتعرف على موقعنا على الإنترنت. تعريف التوحيد وأقسامه وأنواعه وأهميته ، وما علاقته بالإيمان بهذا المقال

تعريف التوحيد

التوحيد في اللغة: مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحدًا ، فهو أصل وحد وهد ، أي: جعل الشيء واحدًا ، وفي المصطلح الشرعي: عفراد الله – عز وجل – مع. ما يخصه من السيادة واللاهوت والأسماء والصفات ، وقال ابن القيم في هذا: التوحيد ليس مجرد اعتراف العبد: لا خالق إلا الله ، وأن الله ربنا. كل شيء وملكه ، كما اعتاد عبدة الأصنام الموافقة على ذلك وهم مشركون ، لكن التوحيد يشمل محبة الله ، والاستسلام له ، والتواضع له ، والاستسلام التام لطاعته ، وإخلاص العبادة له. وإرادة وجهه الأسمى في كل الأقوال والأفعال ، والنهي والعطاء ، والمحبة والبغضاء ، ما يفصل صاحبه عن أسباب الدعوة للمعصية والإصرار عليها ، ومن يعلم هذا يعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم:ن الله حرام في النار من قال لا إله إلا الله يطلب وجه الله.

التوحيد المعبّر عنه بكلمة “لا إله إلا الله” بكل معانيه وشروطه. وهو الواجب الأول والأكبر على الخدم في الدنيا ، وهو أول ما ندعوه إليه ، كما يدل على ذلك ما ورد عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أن: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “يا معاذ أتدري ما حكم الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم ، قال: يعبدون له ولا يشتركون به شيئًا “، وقيل أيضًا في هذا ما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه. فقال: فلما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبالي إلى أهل اليمن ، فقال له: إنك تقود أمة الكتاب ، فأول ما تسمونه. عليهم أن يتحدوا بالله تعالى ، فإذا علموا ذلك ، فقل لهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في نهارهم وليلهم “.

كيف نفكر في سورة الفاتحة في أصناف التوحيد

أقسام التوحيد

وحدانية الله – عز جل – من أعظم القرب وأجزيه مما أمر به ، فالوحدانية في عبادة الله وحده ، بلا شريك ، ويترك ما دونه. ولهذا ولكي يتمكن العبد المسلم من الوحدانية بالحق هناك أقسام من التوحيد يجب أن يعرفها العبد لعلم العظمة الخالق له سبحانه وتعالى وهم ثلاثة. أنواع وأقسام على النحو التالي:

 توحيد الربوبية

وهي توحيد الله بأفعاله ، كالخلق والعيش والنهضة والموت وما شابه ذلك ، أي التأكيد الكامل على وجوده ؛ إنه الخالق العليم ، خالق الأرض ، خالق السماء ، خالق الجن ، خالق بني آدم ، خالق كل شيء. كما قال تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ.

توحيد الألوهية

وهو توحيد الخالق مع أفعال العباد مثل الذبح والعون والصلاة وغيرها من أفعال العباد ، لذلك يجب فصل كل هؤلاء عن الله ؛ لأنه لا يجوز إنفاق شيء منه على المخلوق ؛ لقول الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ.

توحيد الأسماء والصفات

ووصف الله – عز وجل – على ما سجل عنه ورسوله – صلى الله عليه وسلم – بما يليق جلالته وعظمته دون إخضاع هذا الوصف الثابت للتكيف أو التمثيل أو التأويل أو الانقطاع ، و مؤمنًا بكل ما أخبره الله ورسوله عن أسمائه وصفاته ، وأنه سبحانه بالأسماء الحسنى ، وله أسمى الصفات ، ولا حاجة إليه ، كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.

أهمية التوحيد

تكمن أهمية التوحيد في معرفة التقسيمات الثلاثة لأشياء كثيرة ، فالتوحيد له ثمار وفضائل لا حصر لها في الدنيا والآخرة ، وذلك لأهميته في حياة العبد المسلم ، ولهذا نذكر. أهمية التوحيد في ما يلي:

  • الأمن والأمان في الدنيا والآخرةحيث قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَومما جاء في تفسير السعدي: “الأمن من الخوف والعذاب والبؤس والتوجيه إلى الصراط المستقيم ، إذا لم يلبسوا إيمانهم بالظلم إطلاقاً ، لا في الشرك ولا في العصيان ، فقد نالوا. الأمن الكامل ، والتوجيه الكامل. وإذا لم يعلقوا على إيمانهم بالشرك وحده ، بل فعلوا السيئات ، فإنهم ينالون مبدأ الهداية ، ومبدأ الأمن ، حتى لو لم ينالوا كمالها “.
  • النصر والتمكينوالتي تعتبر من شروط التوحيد ، حيث قال الله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَقال الطبري:لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا يقول: إنهم لا يشاركون في عبادتهم الأصنام والأوثان أو غير ذلك ، لكنهم يحفظون لي العبادة ويكرسونها لي دون كل ما يعبد لغيري.
  • قبول الأعمال؛ قال الله تعالى: أي التوحيد يأتي أولاً: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا؛ قال ابن كثير:فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًاالذي كان وفقًا لشريعة الله ، وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا هو الذي يشاء في وجه الله وحده وليس له شريك.
  • سبب من أسباب الفوز بشفاعة النبيعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله من يسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني أحد فوقك عن هذا الحديث ، فلما رأيت مدى حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعي يوم القيامة فقال: هناك لا اله الا الله طاهر قلبه او روحه.
  • التوحيد يغفر الله الذنوبوكفارة الذنوب في الحديث القدسي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “قال الله تعالى: يا ابن آدم إن أحضرت. خطاياي بالقرب من الأرض ، ثم قابلتني ، فلا تربطني بأي شيء ، لكنت سأجلب لك الغفران “.
  • سبب في دخول الجنةومنع الحياة الأبدية في جهنم حيث قال الله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ؛ قال ابن عباس:إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّه ومات عليها فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الْجنَّة لدخوله ، وَمَأْوَاهُ النَّارُ مصير النار وَمَا للظالمين للمشركين مِنْ أَنْصَارٍ من يمنع ما ينشدهم “.

لماذا كان التوحيد سببا في التمكين في الأرض

العلاقة بين التوحيد والإيمان

الإيمان والتوحيد شيئان مختلفان ومقبولان على حد سواء ، كما ذكرنا أعلاه أن التوحيد: هو فردية الله عز وجل بما يستحقه ، وهو له من ربوبية وإلهية وأسماء وصفات. وذكر العلماء أن هذه الأقسام جاءت في قوله تعالى: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاًوالإيمان بالله تعالى يشمل الإيمان بربوبية الله ، ولاهيته ، وأسمائه ، وصفاته. لذلك فإن من اتحد بالله يؤمن به والمؤمن بالله متحد به ، ولكن قد يكون هناك خلل في الوحدة أو في الإيمان بالنقص. ولهذا كان القول المفضل: “أن الإيمان يزداد وينقص” ويزداد وينقص في حقيقته. وأحيانًا يجد الإنسان في قلبه اطمئنانًا كبيرًا كأنه يشهد الغائب الذي يؤمن به ، وأحيانًا يحدث شيء ما. له من عدم وجود هذا اليقين الكامل. وهذا ما أظهره قول إبراهيم في قوله: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِيومن هنا نقول: في معاني كل منهما اختلاف. الإيمان والتوحيد والعقيدة أسماء لأسماء لها بعض الاختلاف في معانيها ، لكنها تعود إلى شيء واحد ، والتوحيد فصل الله عن العبادة ، والإيمان هو الإيمان باستحقاق العبادة ، والعقيدة: هو ما يؤمن به الإنسان في قلبه ، ويعتبره عقيدة يدينه الله بها ويعبده ، فيدخل فيها كل ما يؤمن به من وحدانية الله والإيمان به.

وفي نهاية مقالنا بعنوان تعريف التوحيدوصلنا إلى النهاية وتعرّفنا على أنواع وأقسام التوحيد ، وأن التوحيد في هذه التقسيمات لا ينشأ إلا بالإيمان بها ومعرفتها حق المعرفة ، ثم تطرقنا إلى الفرق بين الإيمان والتوحيد.