الاختلاف في الآراء والتنوع في زيادة معرفتنا وتكوين المجتمع ، كل المجتمعات في هذا العالم تسعى جاهدة لتشجيع مواطنيها على تلقي المعرفة من مصادرها المختلفة ، بحيث يكون لكل شخص رأيه الخاص ، وبالتالي يسعى صاحب الرأي إلى إثبات صحة أو صحة رأيه ، وبالتالي تختلف الآراء وتختلف داخل المجتمع الواحد ، مما يعزز من قيمة الشخص ومكانته كموطن للشعب ، وبالتالي يؤدي إلى خدمة المجتمع وتنميته في عام ، ومن وجهة النظر هذه يجب أن نعرف فائدة الاختلاف في الاراء والتنوع في زيادة معرفتنا وتكون المجتمع.

ثقافة الاختلاف في الرأي

يتميز كل إنسان بأن لديه فكر خاص ينفرد به ، إن شاء الله خلق الناس بفكر واحد ، لكنه أراد أن يميز أحدهم عن الآخر ، لأن طبيعتنا كبشر مختلفين سنختلف في طريقة فهمنا. أشياء معينة بسبب الاختلاف في قدرات كل شخص عن الآخر ، فإن الاختلاف هو أحد قوانين الكون ، وهو ما لا يجوز للضرورة والبغضاء والفتنة والبغضاء نتيجة لاختلافاتنا. من وجهة نظرنا ، لذلك علينا أن نفهم وندرك العديد من الأشياء للسماح لنا بالتقدم في مجتمعنا ، من بينها:

  • تجبرنا ظروف الحياة وظروفها على مواجهة أنماط بشرية مختلفة ، وهذا ليس اتفاقًا صريحًا معهم ، فأحيانًا تتفق وجهات نظرنا مع بعضها ، وفي أحيان أخرى تختلف.
  • من الضروري في حياتنا اليومية أن نتعلم ثقافة الاختلاف عن الآخرين في الآراء ، وأن نحاول الابتعاد قدر الإمكان عن الخلافات الناتجة عن التمسك بفكر أو رأي معين.
  • عندما يتم الحديث عن آراء مختلفة ، فهذا يعني أن هناك تجارب مختلفة وأفكار مختلفة ، ويجب أن نستفيد علانية من تجارب الآخرين.
  • مناقشة الوقائع والمظهر بعقلانية مؤشر إيجابي على تصحيح الآراء الخاطئة للبعض.
  • وهناك من لا يقبل الرأي الآخر ، ويتعصب رأيهم بطريقة عنصرية.
  • ظهرت ثقافة الاختلاف بوضوح في زمن النبي ، حيث كان النبي يستشير أصحابه ويأخذ رأيهم.

اداب الاختلاف في الاسلام

أرسى القرآن الكريم النظام الكامل والمتكامل للمسلمين من أجل بناء مجتمع مثالي ، وبمجرد أن التزمت الدول الإسلامية بتطبيق أوامر الله ونواهيه المبينة في القرآن الكريم والسنة النبوية ، سينتج مجتمع حضاري متفوق في المجالات الإبداعية ، فالدين الإسلامي لم يحد أبدًا من الحريات ولم يشجع أبدًا على الهيمنة الفكرية للإنسان دون الآخرين ، ومن أهم القيم التي كشف عنها الإسلام:

  • المساواة بين الناس ، وهذا على قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيباً.
  • دعا القرآن إلى حسن الخلق: العدل والإحسان والتعاون ، وحث المسلمين على عدم السخرية والاستهزاء بالآخرين ، بناءً على ما رواه البخاري: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ المنكر أن يحتقر أخ المسلم ، فكل المسلمين على المسلم يحرم دمه وماله وظهوره) مسلم. إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ مسلم
  • لقد كرم الله الإنسان فوق سائر المخلوقات.
  • حدد الإنسان مقياسًا للتمييز بين الناس ، وتحديد الأفضلية بواسطته ، وهو التقوى ، الاستدلال بقوله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله تعالى .

لقد ذكر القرآن الكريم العديد من مظاهر الخلاف ، والتي بدورها تؤدي إلى نتائج سلبية على المجتمع ، وتجذر الإسلام منها ، ودعا المسلمين إلى الابتعاد عنها ، حفاظا على تماسك وتماسك المجتمع. الجالية المسلمة ، ونذكر ما يلي:

  • الغطرسة والغطرسة على الآخرين ، والنظر إلى الآخرين بنظرة سلبية ، واعتبار الذات أفضل ، والآخرين أقل منه ، وبالتالي سيؤثر ذلك على المجتمع سلبًا ، من خلال المقدار الخاطئ على الآخرين ، وقساوة الأقوال والأفعال.
  • تكريس الإنسان لنفسه فقط ، وازدراء الغير ، سواء لفقدانهم أو جهلهم أو غير ذلك ، مما يؤدي إلى الظلم السائد في المجتمع الإسلامي ، وازدراء آراء الآخرين.
  • إن بعض الذين يمتلكون صفات سيئة كالأنانية وحب الذات يعتبرون أنهم وحدهم من يملك الحق المطلق دون غيره ، وقد نفى القرآن الكريم ذلك ، لأن لكل صاحب علم ومعرفة من يملكه. يعرف ويفوق منه.
  • إذا كان المستبد قد بنى رأيه على محاصرة الطرف الآخر من خلال المناظرة ، ثم منعه من حرية التعبير أو استكمال النقاش ، فيجب على المسلم التحلي بالصبر خلال المناظرات المختلفة ، وإعطاء الطرف الآخر فرصة للتعبير عن رأيه في. من أجل السماح لنا بمعرفة أفكاره وطريقة تفكيره وميوله المختلفة.
  • فعل إجبار الناس على قبول رأي وأفكار الطاغية ، دون أي علامة ، وهذا الفعل الشنيع يتناقض مع ما جاء للإسلام العظيم ، حيث اعتبر الإسلام الحرية حقًا لكل إنسان ، بما في ذلك حرية الفكر ، و اعترف الإسلام بشدة برفضه للإكراه على أي شيء إلا على قول أو فعل ، وذلك لقوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.
  • فعل الضغط على الناس وإجبارهم على تغيير أفكارهم وميولهم ، بحسب ما يناسب الطبقة المستبدّة ، اعتبر الإسلام هذه الفتنة ، وحذر منها.

أنواع الاختلاف

حرم الإسلام وسمح للناس بالاختلاف في التفكير ، مما يساعد على توليد ثقافات جديدة ، وتطورات تؤدي بدورها إلى نتائج إيجابية للمجتمع ، وسنذكر بعض أنواع الاختلاف المعروفة:

  • الاختلاف الناجم عن التفكير بالعقل ، وهنا الهدف هو العمل على افتراض الصواب والبعد عن الخطأ ، ومحاولة إقامة العدل والمساواة بين الناس ، دون الميل لمحاولة إثبات صواب الرأي دون غيره ، هذا النوع من الاختلاف هو نوع ينمي القدرات والمواهب.
  • الفارق الذي ينجم عن “ آمين ” هو الشخص الذي ليس له دليل ملموس على كفاءته للشخص ، مثل حب الذات ، وهذا ما حذرنا الله تعالى منه كما قال لداود. يادواد إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب.
  • الفرق بين الثناء والشك والذي يعرف في مجال الشريعة بتعريف الاختلاف في الفروع.
  • الاختلاف في الام والقضايا السياسية وهو المفهوم الذي يعرف الان بالمعارضة السياسية وهذا الاختلاف له اثار ايجابية اذا تمتع الاحزاب بالحكمة والعمل معا من اجل ازدهار الوطن ولكن اذا كان له اثر سلبي على المجتمع ، عندها ستقاتل الأطراف حول من سيسيطر على الأشياء ، وبالتالي ستحدث النزاعات.

سعى الإسلام إلى تحسين الروح البشرية ، وعمل على ترسيخ الأخلاق الحميدة في نفوس المسلمين ، مما يؤهلهم للعمل على الارتقاء بمجتمعاتهم إلى القمة ، وأرسى القرآن العديد من المفاهيم العظيمة التي بدورها تساعد في نمو المجتمع الإسلامي ، وقد ذكرناه في المقال فائدة الاختلاف في الاراء والتنوع في زيادة معرفتنا وتكون المجتمع.