ما حكم التلفظ بنية صيام رمضانللصوم في شهر رمضان المبارك أجر عظيم في نظر الله تعالى ، فالصوم له فوائد كثيرة للإنسان ، منها مفيد جدا لصحة الجسم ، ويقي منه المرض ، بارك الله فيه وتعالى.

ما حكم التلفظ بنية صيام رمضانما حكم التلفظ بنية صيام رمضان

يتفق الفقهاء على أن النطق بنيّة صيام رمضان بدعة ، كأن ينطق الإنسان قبل الصيام: “الله إني أنوي صيام رمضان كاملاً” ، لأن النطق به باللسان لا يجوز شرعاً ، والأصل. أن النية في القلب ، وهذا ينطبق على جميع العبادات كالصلاة والحج والطهارة والصدقة وغيرها ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. أنهم نوا صيام رمضان من القلب ، وعلى المسلمين أن يتبعوا الرسول في كل قول وفعل حتى لا يذنب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هو رَدٌّ »[أخرجه البخاريُّ، ومن الواجب أن يبيت العبد النية للصيام من الليل، ويُشترط أن تكون النية قبل بلوغ الفجر وذلك في أي وقت من الليل كان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ”.

ويتساءل البعض عن حديث عائشة أم المؤمنين أنها قالت: “دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: هل عندكم شيء، قالت: قلت: لا، قال: فإني صائم”، فهل هذا تلفظ بالنية، والقول الراجح أن هذا الحديث صحيح ولكن النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ بلفظ “إني صائم” بغرض إخبارها بالأمر ليس إلا،

دلائل على أن التلفظ بالنية بدعة من الكتاب والسنة

هنالك العديد من الدلائل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تدلل على أن النية في القلب، ولا يشرع التلفظ بها في أي من العبادات، ومن هذه الدلائل ما يلي:

  • قال الله تعالى: “قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ”.[الحجرات: 16].
  • قال الله تعالى: “وخلقنا الإنسان ونعلم ما هي روحه”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس العمل بنوايا ، وكل شيء ليس ما نعتزمه”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدخل في هذا الأمر منا ما ليس منه فهو مرفوض”.

آراء المذاهب الأربعة في التلفظ بنية صيام رمضان

اختلف الفقهاء في مسألة النطق بنيّة صيام رمضان ، وجاءت الآراء على النحو التالي:

  • روى علماء المذهب الشافعي والحنفي استحباب القراءة بنية صيام رمضان وفي جميع العبادات على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التلبية. لعمرته وحجّه ، وحكموا في ذلك لبقية العبادات ، وأضافوا أن لقاء القلب واللسان في العبادة أهم من لقاء القلب وحده.
  • وأما أتباع مذهب الإمام أحمد ومالك فلا يوصى بالنية في العبادة عامة.
  • وبالمثل ، ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى حد عدم الموافقة على النطق به بنية ، إلا في حالة الشك ، فيجوز له في هذه الحالة النطق بها لإزالة الشك في نفسه.
  • وقال الشيخ ابن تيمية: إن النطق بنية العبادة نقص في الدين والعقل ، أما الدين فهو بدعة ، وأما سبب قول الإنسان عند الأكل أنوي وضع يدي في الإناء ، كل لقمة من هذا وامضغه وابتلعه حتى يشبع هذا الكلام جهل وحماقة من صاحبه.

النية في القلب أصل كل العبادات ، والله تعالى أعلم ما في النفس وهو خالقها ، فلا يستحب النطق بالنية ، فيكفي أن يحدث في القلب ، وقد أوضحنا في نهاية مقالنا حكم بيان نية صيام رمضان بالتفصيل.