ربما سيأتي يوم ، ليس للتفاخر والتباهي ، بل لنتذكر وندرس ونعلم أبناءنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل قصة النضال ومصاعبه … مرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله …. سيأتي يوم نجلس فيه ونحكي ما فعله كل منا في موقف وكيف حمل كل منا ولاءه وقاد دوره … كيف خرج الأبطال من هذا الشعب و هذه الأمة في فترة ظلمة ساد فيها الظلام لحمل مشاعل النور وإضاءة الطريق حتى تتمكن أمتهم من عبور الجسر بين اليأس والأمل …. بهذه الكلمات بدأ الرئيس الراحل محمد أنور السادات الخطاب … وصاحب قرار الانتصار وقرار السلام مع اسرائيل … هذه الكلمات تلهب القلب وتزرع الحماسة في النفوس والوطنية وهذه الكلمات هي جزء من أول خطاب ألقاه بعد النصر والخطاب يجعل الإنسان يشعر بالفخر والفخر والكرامة والسعادة لأنه من أبناء هذه الأمة. وهؤلاء الرجال وهذا الشعب هم أهله وأهله … عندما سئل السادات ماذا عن المستقبل في اليوم الأول الذي يحكم فيه مصر قائلا: سأبذل قصارى جهدي لاتباع سياسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقال إنني لن أتنازل عن شبر واحد أو حبة رمل. من أرضنا … ولن نتنازل عن أسد أو حبة رمل أو حتى الهواء الذي نتنفسه للعدو … أنا فخور بهذا البلد الذي جعلني أرفع رأسي عالياً بفضل رجاله … هؤلاء الرجال الأبطال كتبوا التاريخ بدمائهم وماتت أرواحهم ولكن ذكراهم بقيت عالقة في أذهاننا… .. أعطونا المجد والعزة والنصر بعد الصبر وبعد الألم والهزيمة ……. هؤلاء هم اهل مصر ونسل هذه الارض …. الارض التي ذكرها الله في قرآنه “ادخلوا مصر ان شاء الله مؤمنين” انتصار اكتوبر ملحمة لن تنسى ابدا بعد 46 عاما. سنظل فخورين بهذا اليوم …. يوم النصر على الأعداء ، يوم تدمير خط بارليف الذي لا يمكن اختراقه في ست ساعات فقط ، في غضون ست ساعات فقط ، كان النصر حليفنا بفضل الجنود الشجعان. ..بفضل العقول الواعية والأيدي الماهرة والقلوب المليئة بالإيمان والثقة بالله أن النصر قريب … من أهم عوامل انتصار السادس من أكتوبر الإصرار على عودة الأراضي المصادرة و استعادة الكرامة وكذلك التمويه والتضليل للعدو والتهديد بأن مصر دولة ضعيفة غير قادرة على خوض معارك أخرى مع إسرائيل ، وقد ابتلعت إسرائيل الطعم وظنت بالفعل أن مصر منهكة بالحروب والحروب. من الاستنزاف ودمر اقتصادها …. انتصار أكتوبر لم يأت من فراغ ولم ياتي من فئة معينة ، بل شارك في هذا الانتصار الشعب كله بكل أطيافه … المعلم ، الطبيب ، المحامي ، الفلاح ، العامل ، الشيخ الكبير والطفل الصغير ، كل ذلك في قلب رجل واحد … يا شعب مصر العظيم ، لك أن تطمئن وتأمن بعدك صارت درعا وسيفا إلا الجيش المصري ، وعلي السيسي أن يتحمل مسؤولية هذا الوطن ، لأن الإنجازات التي يحققها للارتقاء بهذا البلد وتطوير الاقتصاد المصري ودفع عجلة الإنتاج نحو التقدم والازدهار لا تقل أهمية. من محاربة الاستعمار ومواجهته ، ودعونا لا ننسى مكافحة الإرهاب ومقاومة التطرف والمتطرفين الذين يحاولون هدم سور هذه الأمة لا يقل أهمية عن حرب أكتوبر. ما حدث في حرب أكتوبر ، علمنا. كان عدونا يقيناً ولكن الآن العدو يختبئ في عباءة سوداء خلف حجاب الظلام ويحتاج إلى مقاومة وحرب متواصلة وإن شاء الله سنجتاز هذه المرحلة بسلام مع الرئيس السيسي حفظنا الله وحفظنا. البلد الام.