صلاة الاستخارة هي صلاة نافلة تقوم بها المسلمة أو المسلم قبل اتخاذ قرار مهم في حياته، مثل الزواج. وتستخدم هذه الصلاة للحصول على إرشاد من الله تعالى في اتخاذ القرار الصحيح. ربما أنّ الزواج هو خطوة هامة في حياة الإنسان، ويحتاج الشخص إلى تفكير دقيق واتخاذ قرار مدروس قبل الدخول في هذه العلاقة، ولمساعدة المسلمين على اتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق بالزواج، قدم الإسلام صلاة الاستخارة. وفي هذه المقالة، سنتحدث عن صلاة الاستخارة للزواج، ونشرح خطوة بخطوة كيفية أدائها، و أهميتها.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” (آل عمران: 159).

أهمية الاستخارة في الزواج:

يروي الإمام مسلم رحمه الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ كَمَا يُعَلِّمُنَا سُورَةَ الْقُرْآنِ.

 


يعد الزواج قراراً مهماً في حياة المسلم، وغالبًا ما يحتاج إلى تفكير وتحليل دقيق قبل اتخاذه. وفي هذه الحالة، تأتي صلاة الاستخارة للمساعدة في اتخاذ القرار الصحيح. فهي تعتمد على إرشاد الله تعالى، الذي هو الموجه والإرشاد للمؤمنين في اتخاذ القرارات الهامة. ومن أهم فوائد صلاة الاستخارة في الزواج:
توجيه الشخص في اتخاذ القرار الصحيح: تساعد صلاة الاستخارة على توجيه الشخص الذي يتوافق مع مشيئة الله عز وجل.
إرشاد الله تعالى: تقوم الصلاة على التوجه إلى الله تعالى والاستعانة به، وهذا يؤدي إلى إرشاد الشخص وإعطائه الثقة في اتخاذ القرار.
تحسين العلاقة بالله تعالى: بالتوجه إلى الله تعالى والاستعانة به في اتخاذ القرار الصحيح.

دعاء الاستخارة كما ورد في السنة

حديث صلاة الاستخارة

خطوات صلاة الاستخارة:

  • النية: يجب أن تكون النية صافية للحصول على إرشاد من الله تعالى في اتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق بالزواج.
  • الطهارة: الوضوء أو الاغتسال والتطهر قبل الصلاة.
  • الصلاة: صلاة ركعتين غير مفروضتين.
  • الاستخارة: الدعاء المأثور الخاص بالاستخارة.
  • الاستقرار: الثقة بقرار الله والاستقرار فيه.
  • الاستشارة: الرجوع إلى أهل الخبرة والعلماء والأصدقاء للاستشارة.
  • العمل: بذل الجهد اللازم لتحقيق الأهداف والعمل على تحقيق السعادة والاستقرار الأسري.

روى الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ”، وهذا يعدّ الدعاء الذي يقوله الشخص قبل صلاة الاستخارة.

مفاهيم خاطئة حول الاستخارة:

هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول صلاة الاستخارة، حيث يعتقد البعض أنها تضمن الحصول على القرار الصحيح، ولكن الحقيقة أن الاستخارة لا تضمن الحصول على القرار الصحيح، ولكنها وسيلة لتوجيه المؤمنين في اتخاذ القرار الصحيح، وتعتمد على إرادة الله تعالى.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “وما زال العبد في حيرة وتحير حتى يشعر بضعفه وفقره ويتضرع إلى الله تعالى وينصرف به إلى استخارة الله تعالى، ويستفيض قلبه على هذه الطريقة بالدعاء والتضرع والانكفاء إلى الله، ثم يترك الأمر في يده ويأخذ كل ما يدل على إرادة الله تعالى

 

نصائح عامة وأسئلة شائعة حول صلاة الاستخارة

هل يجب أن تكون الأحلام التي تأتي بعد صلاة الاستخارة محضرة من الله؟

للأحلام التي تأتي بعد صلاة الاستخارة، فإنها ليست بالضرورة محضرة من الله، حيث أن الأحلام يمكن أن تكون تأثيرًا للظروف النفسية والاجتماعية والبيئية التي يعيشها المسلم. وعليه، ينبغي للمسلم أن يأخذ بعين الاعتبار الأحلام التي تأتيه بعد صلاة الاستخارة ولكن يجب أن يستشير الأهل والأصدقاء الموثوق بهم ويتأمل في العوامل المختلفة التي تحيط بالموضوع الذي يريد اتخاذ القرار بشأنه.

 هل يمكن أداء صلاة الاستخارة أكثر من مرة في قضية الزواج؟

يمكن أداء صلاة الاستخارة أكثر من مرة في قضية الزواج، وذلك إذا كان المسلم غير متيقِّن من الخيار الذي يجب اتخاذه ويرغب في الحصول على المزيد من الهداية من الله تعالى. ويقوم المسلم بأداء الاستخارة بالدعاء والابتهال لله تعالى ليهديه ويوفقه للخير، ويمكنه الاستشارة مع الأهل والأصدقاء الموثوق بهم في اتخاذ القرار المناسب.

هل يجب أن يكون القلب مطمئنًا بعد صلاة الاستخارة في قضية الزواج؟

بالنسبة للقلب المطمئن بعد صلاة الاستخارة في قضية الزواج، فإن الجواب هو نعم. يجب أن يكون القلب مطمئنًا بعد صلاة الاستخارة في قضية الزواج. وذلك بعدما يؤدي المسلم الاستخارة بصدق وإخلاص وثقة بالله تعالى. وإذا كانت النتيجة التي حصل عليها المسلم بالاستخارة توافق مع ما يريده القلب. فذلك يعدّ إشارة إلى ضرورة اتخاذ القرار المستنير والصائب. وإذا كانت النتيجة تخالف ما يريده القلب. ففي هذه الحالة يتعين على المسلم الصبر والتسليم لقضاء الله تعالى. والعمل على تحقيق الخير في أي حالة كانت.

إلى جانب صلاة الاستخارة، يمكن أيضًا اتباع بعض النصائح لاتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق بالزواج، ومنها:

  • الاستفسار والتحري: قبل اتخاذ القرار، يجب على الشخص الاستفسار والتحري عن الشخص الذي يرغب في الزواج منه.
  • الاستشارة: يمكن للشخص أن يستشير الأهل والأصدقاء الموثوق بهم في اتخاذ القرار الصحيح، والاستفادة من خبراتهم ونصائحهم.
  • التفكير الدقيق: يجب أن يفكر الشخص بجدية في قرار الزواج ويأخذ الوقت الكافي لتحليل الموقف وتفكيره بعناية.
    الاعتماد على الحقائق والأدلة: يجب على الشخص أن يستند إلى الحقائق والأدلة، بدلاً من الاعتماد على العواطف والأحاسيس.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الرَّقِيقَ الْخَلُوقَ الْمَهِينَ الْمُتَوَاضِعَ الْمُتَعَطِّفَ الْمُسْتَغْفِرَ الْمُتَزَهِّدَ الْمُنْفِقَ الْمُتَصَدِّقَ الْمُتَوَاصِلَ، وَإِذَا سَأَلَ أَحَدٌ اللَّهَ فَلْيَسْأَلْهُ فِي الْمَنَازِلِ، وَإِذَا سَأَلَ فَلْيَسْأَلْهُ فِي الْعَافِيَةِ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَإِذَا اسْتَنْصَرَ فَلْيَسْتَنْصِرْ بِاللَّهِ” (رواه مسلم)،